الاسباب الحقيقية وراء تنازل مصر عن جزيرتي صنافير وتيران |قصة جزيرتي صنافير وتيران المتنازع عليهما بين مصر والسعودية ، تصدر اسما جزيرتي تيران وصنافير وسائل الإعلام العربية بعد إعلان جمهورية مصر السبت 9 أبريل/نيسان 2016، أنهما تقعان داخل المياه الإقليمية السعودية للبحر الأحمر.






مجلس الوزراء المصري قال في بيان صدر بعد يوم من توقيع اتفاقية لترسيم الحدود البحرية مع السعودية إن جزيرتي تيران وصنافير الموجودتين في البحر الأحمر تقعان في المياه الإقليمية للمملكة “وفقا للرسم الفني لخط الحدود”البيان الذي صدر وسط تساؤلات مصريين عن نصوص اتفاقية ترسيم الحدود جاء فيه أن الملك (الراحل) عبد العزيز آل سعود كان قد طلب من مصر مطلع عام 1950 أن تتولى توفير الحماية للجزيرتين وهو ما استجابت له وقامت بتوفير الحماية للجزر منذ ذلك التاريخ”.

وتعد المملكة العربية السعودية اكبر داعم مادي لمصر خلال السنوات الماضية حيث قامت السعودية بدفع العديد من المليارات لدعم الاقتصاد المصري في ظل الازمة الحالية والثورات الماضية ، ومع هذا الدعم المادي الكبير الذي وصل الي اكثر من 20 مليار دولار في السنوات القليلة الماضية ، وجد الملك سلمان ان الوقت مناسب لطلب استعادة جزيرتي صنافير وتيران ، خاصة وان المملكة السعودية لها حقوق تاريخية في الجزيرتي وتم تسليمهم للجيش المصري اثناء بداية الصراع العربي الاسرائيلي للضغط علي اسرائيل بحريا.

الا ان هذا الامر اثار الكثير من الجدل في مصر خاصة علي مواقع التواصل الاجتماعي تويتر مطلقين هاشتاج عواد باع ارضه‎ واتهام الرئيس السيسي ببيع جزيرتي تيران وصنافير للسعودية في مقابل المليارات والمساعدات المالية لمصر.

السيطرة علي صنافير وتيران تعني السيطرة علي الملاحة في شمال البحر الاحمر

يذكر ان احد اسباب تنازل مصر عن جزيرتي تيران وصنافير ضغوط المملكة العربية السعودية القوية علي الجانب المصري بحيث تكون السيطرة علي مضيق تيران سعودية وليست مصرية ، خاصة وان جزيرة تيران ومضيق تيران هو الممر البحري المؤدي إلى الموانئ الرئيسية في خليج العقبة في الأردن وميناء إيلات في إسرائيل ، وفي حالة الحروب تصبح اهمية مضيق تيران شديدة الخطورة ، مثلما حدث في حرب يونيو 67 حيث كانت السيطرة علي مضيق تيران احد اولويات اسرائيل.

انشاء جسر الملك سلمان بين مصر والسعودية مرورا بجزيرتي صنافير وتيران

اما عن ثاني اسباب تنازل مصر عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية هو بناء جسر الملك سلمان ، حيث تم الاتفاق علي انشاء الجسر البري الجديد خلال زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز لمصر واتفاقه مع الرئيس عبدالفتاح السيسي علي انشاء جسر بري بين مصر والسعودية واطلاق اسم جسر الملك سلمان عليه ، وتم تحديد مسار جسر الملك سلمان البري بين مصر والسعودية عبر جزيرتي تيران وصنافير ليتم ربط مدينة تبوك في شمال السعودية بمدينة شرم الشيخ في جنوب سيناء ، حيث كانت السعودية قد طالبت منذ سنوات طويلة بعودة جزيرتي صنافير وتيران للسيادة السعودية خاصة وانهما من ضمن حدود السعودية التاريخية في البحر الاحمر حسب الخرائط والمواثيق القديمة.

عدم استغلال جزر تيران وصنافير في البحر الاحمر

يذكر ان عدم استغلال او تعمير جزر تيران وصنافير في البحر الاحمر من الجانب المصري ، او اقامة اي مشاريع سياحية او سكنية في جزيرة تيران ، شجع الجانب السعودية خلال السنوات الماضية للمطالبة باستعادة تيران وصنافير ، حيث انه تم تحويل جزر تيران وصنافير الي محميات طبيعية ، وهناك تواجد سكني و امني بسيط للغاية متمثل في نقطة شرطة في جزيرة تيران.

في النهاية المهم هو استفادة مصر والسعودية من جزيرتي تيران وصنافير

وعلي الرغم من قرب جزيرتي تيران وصنافير من الحدود المصرية والحدود السعودية الا انه لم تتم الاستفادة الفعلية من الجزيرتين حتي يومنا هذا ، حيث تبعد الجزيرتان عن شرم الشيح بمسافة 6 أميال، بينما تبعد عن السعودية 7.5 أميال ، ولم تستفد مصر ولا السعودية من تيران وصنافير علي الرغم من الطبيعية الساحرة في جزيرتي صنافير وتيران والثروة المعدنية والبترولية هناك وفرص السياحة الهائلة ، فالمهم في النهاية ان جزيرتي صنافير وتيران على أرض عربية وإسلامية وستيم بناء جسر الملك سلمان علي ارض تيران وصنافير وخلق فرص تنمية حقيقية في المنطقة وربط مصر والسعودية عبر الجزيرتين.