اخبار مصر اليوم , نقدم لكم ( نص كامل ) كلمة وخطاب الرئيس السيسى امام مجلس النواب اليوم السبت 13-2-2016 حيث ألقى الرئيس عبدالفتاح السيسي، كلمته، صباح السبت، أمام مجلس النواب خلال افتتاح الدورة البرلمانية الجديدة.
وجاء في نص كلمته: «الإخــــوة والأخــوات.. نــواب ونائبات شعب مصر العظيم، في بداية كلمتى إليكم اليوم أتقدم لكم جميعاً بخالص التهنئة على الثقة الغالية التي منحكم إياها الشعب المصرى وتمتزج التهنئة بكل أمنياتى القلبية لكم جميعاً بالسداد والتوفيق في مهمتكم العظيمة ومسؤوليتكم الجسيمة في هذه اللحظات الفارقة من تاريخ مصرنــــا الغاليـــــــة» .
وفـــى مستهــــل لقائنا أطلب من حضراتكم أن يحضر معنا بذكراه في هذه القاعة كل من دفع حياته ثمناً لأن نصل لهذه اللحظة التاريخية، وأدعوكم بأن نقف سوياً دقيقة حداداً على أرواح شهداء مصر جميعاً.
وأضاف: «السيدات والسادة.. إننا نقف في لحظة دقيقة وفارقة من عمر أمتنا، ولذلك فإن صدق الكلمات فرض Picture1ودقتها ضرورة والحق أنكم وصلتُم إلى مقاعدكم تلك نتيجة لانتخابات برلمانية تمت في مناخ آمن وأجواء شفافة شهد لها العالم كله بذلك، وكانت نتائج هذه الانتخابات تعبيراً جلياً عن إرادة الشعب المصرى العظيم واستكملنا- نحن المصريون – خارطة المستقبل التي توافقنا عليها جميعـاً يوم قررنــا استعـــادة الوطـــن ممن أرادوا اختطافه لحســاب أهدافهـــــــم المنحرفــــــة ومصالحهــــم الضيقــــة فكان رد المصريين عليهم ثورة وطنية شديدة النقاء نحصد ثمارها اليوم بهذه الكوكبة المحترمة من أبناء هذا الوطن ممثلين شعبه والمعبرين عن طموحه وآماله».
وتابع: «السيدات والسادة.. شعب مصر العظيم.. إننى أعلن أمامكم ممثلى الشعب بانتقال السلطة التشريعيـــــة إلــــى البرلمــــان المنتخــــب بإرادة حرة بعد أن احتفظ بها رئيس السلطة التنفيذية كإجراء استثنائى فرضه علينا الظرف السياسى، وأتمنى من الله «سبحانه وتعالى» أن يوفقكم إلى ما فيه الصالح لهذه الأمة العظيمة وهذا الشعب الذي يُعلق عليكم آمالاً كبيرة».
وواصل: «الإخــوة والأخــوات.. من هذا المكان من تحت قبة برلمان مصر يعلن شعبنا للعالم كله أنه أرسى قواعد نظامه الديمقراطى وأعاد بناء مؤسسات الدولة الدستورية، لقد استطاع شعبنا العظيم أن ينتصر للحرية والديمقراطية، لقد استطاع أن يستعيد حلمه للمستقبل في مواجهة دعاوى الردة ودعاة التخلف».
وأضاف: «لقد استعادت الدولة المصرية بناء مؤسساتها الدستورية في إطار تتوازن فيه السلطات تحت مظلة الديُمقراطية التي ناضلت من أجلها الجماهير وحصلت عليها كمكتسب لها لن تـــُـفرط فيه أبداً».
أبنــاء وبنــات مصــر الأبيــة العزيزة
لقد أثبت هذا الشعب من جديد عظمته وعراقته وكبرياءه وبرهن بلا أدنى شك على تفرده في صناعة الحضارة وكتابة التاريخ وأكد صلابته وأصالة معدنه وهو يواجه بكل جسارة المخاطر التي تحيق بدولته من الداخل والخارج، إن دولتنا تواجه أعتى التحديات وتجتاز أشق المصاعب وتقهرها.
ولقد قرر المصريون إنفاذ إرادتهم ولن يثنيهم عن إنفاذ إرادتهم كائنٌ من كان، إننا ماضون قدماً في مشروع وطنى لبناء الدولة الحديثة، ولن نسمح لأحد أن يعرقل مسيرة الانطلاق نحو البناء السياسى والتقدم الاقتصادى والنهوض الاجتماعى والثقافى والمعرفى والتكنولوجى.
وقال: «السيـــــدات والســـــادة.. لقد انتميت إلى المؤسسة العسكرية المصرية مقاتلاً، وتعلمت فيها المعانى الوطنية ومبادئ الشرف والإخلاص والتضحية وإنكار الذات، ومارست ذلك على مدار أكثر، من ثلاثين عاماً كانت مصر هي الأمل والرجاء، كان طموحى أن أرى وطنى يحتل مكانتهُ اللائقة بين الأمم، لم أتقاعس يوماً عن أداء مهمةٍ أو تكليف، ومن هذا المنطلق أجبت نداء بنــي وطنـــي وتحملــــت التكليــــــف الـــــــــذى كلفونـنـــــى بــــــه لأتولى معهم وبهم مسؤولية وطن في مهمة إنقــــــــاذٍ وبنـــاءٍ».
وأوضح: «منذ اللحظة الأولى كنت على دراية وعلى معرفة بحقائق الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد في مختلف المجالات سياسياً وأمنياً واقتصادياً واجتماعياً، كنت مدركاً لدقائق الظروف الصعبة التي تحيط بمنطقتنا المضطربة وبأبعاد ما يُحاك لوطننا، ولم أخفِ عنكم شيئاً لقد كنت صادقاً معكم إذ أعلمتكم بصعوبة المهمة ووعورة الطريق، إلا أن ذلك لــم يقطــــع يقينــــى وثقتــــى بأننــــــــــا نحن المصريون قادرون على تحدى التحدى ومجابهة المخاطر والعبور للمستقبل ما دمنا نمتلك الوعى الحقيقى والإرادة الصلبة ومتمسكين بوحدة الصف الوطنى».
وقال: «إن إيمانى لم يتزعزع أبداً في أن قدرات المصريين ستبلغـهم الغايات وستحقق الآمال وستظل راية هذا الوطن عالية خفاقة بأيدى أبنائه جميعاً».
وأضاف: «السيــــدات والســـادة.. إن الأوضاع الأمنية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تحدق بمصر الآن تفرض على الجميع مسؤولية تاريخية وآداءً استثنائياً تتضافر فيه الجهود وتتكامل فيه السلطات كى يبقى البنيان قائماً وشامخاً.Picture1 إن المهام المنوط بها البرلمان تحتم عليه أن يكون برلماناً حراً وممثلاً حقيقياً لرغبات الشعبن وعليه أن يمارس هذه المهام فــى سيـاق الممارســـة الديمُقراطيــــة السليمــــــــة دون استعراض إعلامى أو تنافس سياسى لا يضع مصالح الوطن العليا نصب عينيه، لقد جابهنا معاً موجة عاتية من إرهابٍ غاشم استهدفت الدولة المصرية بلا هوادة أو رحمةن وأرادت أن تنشر الفوضى والخراب بين ربوع الوطن، وفى صدارة المواجهة كان رجال جيشنا العظيم وشرطتنا البواسل يدفعون الدم ويقدمون الروح من أجل الحفاظ على مقدسات هذا الوطـــن.. ولكن بفضل من الله وبإرادة وطنية لا تلين وبصمود شعبنا العظيم استطعنا أن نكسر شوكة تنظيمات الإرهاب في الوادى وسيناء وعلى حدودنا الغربية، ومازلنا نواصل هذه المعركة بلا تراخٍ أو ملل».
واستكمل: «السيـــــدات والســـــادة.. ونحن نواجه هذا الإرهاب الأسود لم نغفل أن هدفنا الأسمـى وغايتنا الكبرى هي إعادة بناء الدولة المصرية دولة ديمُقراطية مدنية حديثة، وكان انطلاق مشروعنا الوطنى وفق رؤية علميـة وخُطـى طموحة يراعى التنسيق والتكامل بين مؤسسات الدولة، ولم تقتصر هذه الرؤية على متطلبات الحاضر فقط، إنما امتدت لتلبى متطلبات الأبناء والأحفاد في المستقبل وهو ما خلق الدافع والباعث كى نقتحم المشكلات ونختصر الزمن بل نسابقه، واليوم ونحن نتحول من مرحلة الانتقال إلى مرحلة الانطلاق، فإننا نسعى إلى تحقيق ارتفاع في معدلات النمو الاقتصادى في زمن قياسى وهو أمر يتطلب جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية لإقامة أكبر قدر ممكن من المشروعات الصناعية والزراعية والخدمية تحقق ارتفاعاً ملحوظاً في إجمالى الناتج القومى، وترفع معدلات التشغيل والتصدير بمــا ينعكـــــس إيجابيــــــاً علــــــى مــــــــوارد الدولــــــــــــــــــــة، ولذا كــــان مـــن الضـــرورى أن نبدأ على الفور في تشييد البنية الأساسية اللازمة لجذب هذه الاستثمارات من طرقٍ وموانئ ومطارات ومحطات كهرباء بجانب إجراء تعديلات تشريعية تُهيئ الأجواء لتشجيع الاستثمـــار، ولإدراكنا بأن كل لحظة من حياتنا يجب أن تكون لحظة عمل وبناء فقد تزامن مع ذلك إنشاء وافتتاح مجموعة من المشروعات الضخمة والعملاقة تعيد رسم خريطة الوطن وتعيد صياغة مفهوم الحياة على أرضه الطيبة وتزيد مساحة الرقعة المأهولة بالسكان وتخفف التكدس السكانى في وادى النيل ودلتـــــــاه».
وقال: «السيــدات والســـــادة.. في غضون العام ونصف العام استطعنا «بفضل الله» وبعزيمة المصريين أن نقطع خطوات واسعة يفخر بها الشعب على طريق إنجاز مشروعنا الوطنى فقد بدأنا تنفيذ شبكة الطرق القومية بأطوال تصل إلى (5) آلاف كم وانتهينا من تشييد مجموعة من المطارات المدنية بالتزامن مع إنشاء وتطوير مجموعة من الموانئ البحرية، كما حققنا إنجازاً غير مسبوق في تاريخ مصر من خلال تطوير شبكة الطاقة الكهربية، حيث تم التغلب على العجز الشديد في إنتاج الطاقة الكهربية، كما تم التوقيـــع علـــى إنشـــاء المحطــــة النوويـــة بالضبعــة والتى سيبدأ العمل بها في غضون الأسابيع القادمــة، ولقد كان شق قناة السويس الجديدة وافتتاحها أمام الملاحة الدولية وإطلاق المشروع القومى لتنمية محور قناة السويس هما أيقونة إنجازاتنا والتى أعادت للمصريين ثقتهم في أنفسهم وفى قدراتهــــم. كما بدأنا أيضاً في المشروع القومى لاستصلاح وزراعة مليون ونصف المليون فدان في سياق تكوين مجتمعات عمرانية زراعية صناعية متكاملة قائمة على مفهوم التنمية المستدامـــــــة، ولقد أتاحت هذه المشروعات فرص عمل لأكثر من مليون مواطن مصري، بما تنعكس آثاره على نحو أكثر من (5) ملايين مواطن غير أننى أُدرِك أن ثمار هذه المشروعات وغيرها تستغرق وقتاً أكبر كـى نحصدها».
كما كان للشباب نصيبٌ من جهود الدولة، حيث تضعهم الدولة في أولويات اهتمامها كونهم طاقة الحاضر وأمل المستقبل، حيث تم تكليف الوزراء والمحافظين بتعيين مساعدين لهم من الشباب، كما كان لهم تمثيلٌ كبيرٌ في تشكيل المجالس التخصصية التابعة لرئاسة الجمهورية، وجاء الإعلان عن العام 2016 عاماً للشباب لتبدأ الدولة في تنفيذ مشروعٍ قومي لتمويل مشروعات الشباب الصغيرة ومتناهية الصغر بقيمة 200 مليار جنيه. وتأتى خطة تطوير مراكز الشباب والتي تسير بمعدلات هائلة كخطوة أخرى في إطار جهود الدولة لرعاية الشباب.
ولإدراكنا بأن هذا الوطن يتسع للجميع ولليقين بأن احتواء الشباب ضرورة، فقد استخدمت سلطاتى الدستورية في إصدار العفو عن مجموعات من الشباب الصادرة بحقهم أحكامٌ بالحبس والذين أتمنى أن تتكاتف مؤسسات الدولة والمجتمع المدنى لدمجهم في المسيرة الوطنية.
وإيماناً بأن أهم مشكلات الشباب هي إيجاد من يسمع لهم ويتفهم مطالبهم فقد بدأنا بإطلاق حوارٍ موسع لكافة أطياف الشباب المصرى للوقوف على آمالهم وطموحاتهم والتفاعل الفورى مع مشكلاتهم».
وأضاف: «السيــــدات والســــادة.. إن الشخصية المصرية تتميز بإمتلاكها أبعاداً حضارية وثقافية متميزة ومتفردة، ولكى نبنى مصر المستقبل علينا أن نعيد صياغة وبناء الشخصية المصرية على أساس علمى ومعرفى، ولذلك فإن قضية التعليم والمعرفة تمثل لنا أمناً قومياً وتأتى على رأس أولويات الدولة المصرية، ولذلك فإننا بصدد تطوير المناهج الدراسية لكى تتماشى مع متطلبات العصر.. كما جاء إطلاق «بنك المعرفة» المصرى كأول وأكبر مكتبة رقمية معرفية وعلمية وثقافية على مستوى العالم ليدلل ويبرهن بلا شك أننا نسعى لبناء مجتمع المعرفة.. مجتمع يتعلم ويفكر ويبتكر».
وقال: «السيــــدات والســـــادة منذ أن توليت مهمتى ومسئوليتى كان همى الأكبر وشاغلى الأساسى هم الكادحين والبسطاء من أبناء هذا الشعب وكان التخفيف عنهم والإرتفاع بمستواهم المعيشى على رأس أولويات الدولة. ولذلك فقد تضاعف عدد المستفيدين من معاش الضمان الإجتماعى ليصل إلى 3 ملايين أسرة، كما انطلق مشروع تكافل وكرامة ليكون مظلة حماية اجتماعية لأبناء الأسر الفقيرة ولكبار السن وذوى الاحتياجـــات الخاصـــة. وعلى الجانب الآخر، كانت مواجهتنا الحازمة والفعالة لمن يتلاعبون بأقوات البسطاء، فقد شرعت مؤسسات الدولة في مكافحة إرتفاع أسعار السلع الأساسية عن طريق توفيرها بأسعار مناسبة بمنافذ ثابتة ومتحركة، كما أصدرت توجيهاتى بقيام صندوق «تحيا مصر» بتمويل عدد من المشروعات والمبادرات التي يستفيد منها محدودو الدخل والبسطاء، حيث يتم تنفيذ خطة شاملة لتطوير القرى الأكثر احتياجاً.. وكذلك توفير العــلاج لفيروس «C» لغيــر القادريـن، كل مــــا سبـــق ذكـــره لكــــم لا يمنعنــــى من أن أؤكد بأنه لايزال أمامنا الكثير لنقدمه للبسطاء من أبناء أمُتــنـا الذين عانوا على مدار عقود من الإهمال والتجاهل والتهميش».
السيدات والسادة.. نواب الشعب الكرام.. لقد شهدت الفترة التي سبقت ثورتنا علاقات خارجية متوترة مع الكثير من الأشقاء والأصدقاء وتراجع الدور المصرى إقليمياً ودوليـــاً بشكـــل غيــــر مسبـــــــوق. ولكن في غضون العام ونصف العام نجحت الدولة المصرية بفضل دبلوماسيتها العريقة وبجهودها الحثيثة واتصالاتها السياسية المكثفة من أن تعيد انفتاحها على العالم كله شرقاً وغرباً، حيث انتهجنا نهج بناء علاقات دولية رشيدة قائمة على التفاهم والمصارحة والإحترام المتبادل واستطعنا أن نستعيد دورنا الإقليمـــى والدولـــــــــــى، والآن فإننا نحصد ثمار سياستنا الخارجية من خلال الحصول على مقعدٍ غير دائم في مجلس الأمن في دورته الحالية، وترأسنا لجنة مكافحة الإرهاب به ونترأس القمة العربية، وجمعنا بين عضوية مجلس السلم والأمن والأفريقى ورئاسة لجنة رؤساء الدول والحكومات الأفريقية المعنية بتغير المناخ .
كما توثقت علاقات مصر بدول العالم وقواه الكبرى، وانعكس ذلك على إقدام العديد من الدول على دعم مصر ومساندة مشروعها الوطنى وتمويل مشروعاتها الإنمائية وتشجيع الإستثمار بها. إننا ماضون قـُدماً في استثمار علاقات الصداقة والانفتاح على العالم والمواقع التي حصلت عليها مصر في المحافل الدولية والعربية والأفريقية، من أجل خدمة قضايا السلام والأمن لتحقيق الاستقرار والتنمية فهذه رسالة مصر إلى العالم دوماً رسالة سلام ومحبــــــــة. ولن نألو جهداً في السعى نحو التوصل إلى تسوية سياسية للأزمات في سوريا وليبيا واليمن وتحقيق السلام العادل والشامل للقضية الفلسطينية التي كانت ومازالت قضية شعب مصــــر.
وأضاف: «ومن هُنا من داخل مجلسكم الموقر، وعلى مرأى ومسمع من العالم كله أجدد دعوة مصر للعالم كى تتضافر الجهود لدحر الإرهاب الذي بات يمثل الخطر الأكبر على الحضارة الإنسانية والتهديد لحاضر الدول والشعوب ومستقبلها، ويجب أن تكون مواجهته وفق رؤية متكاملة وعلى أعلى مستوى من التنسيق بين دول العالم، وتراعى الأبعاد الاجتماعية والفكرية والاقتصاديـــــة والسياسيــــــة».
وقال: «السيدات والسادة.. نواب مصر الكرام ما سردته لكم هو موجز عن بعض من التحديات وبعضٍ من الإنجاز والحق أقول لكم إن ما يواجه هذا الوطن من تحديات يجعل القلق والتخوف أمراً مشروعاً ولكن حجم الإنجاز غير المسبوق الذي تم بإرادة وعزيمة المصريين يجعل من الأمل أمراً حتمياً وفرضاً وطنياً ولعل مجلسكم هذا خير دليل على إنجاز الأمة المصرية على طريق الديمُقراطية، حيث نرى أكبر عدد مــن النواب فـى تاريخ مصر أكثرهم من الوجوه الجديدة سياسيـــاً بمـــــــا يضمــــــــــــــن لنــــــــــا ضـــــــــخ دمـــــــــاء جديـــــــــــــدة في شريان الحياه السياسية فضلاً عن التمثيل غير المسبوق للشباب والمرأة والأقباط وذوى الاحتياجات الخاصة، كما أن هذا الكم الكبير من التمثيل الحزبى والمستقل داخل البرلمان يدلل ويبرهن على حالة من الحراك السياسى الحميد والصحى داخل المجتمع المصرى».
وتابع: «نائبات مصر المحترمات أخاطب من خلالكُن المرأة المصرية صــــوت ضميــــر الأمــــة النابـــض بعشـــق الوطــن التي أثبتت دوماً أنها صمام أمان مصر وشعبها، عبرن عن قضاياكن وكـــن صوتـــاً للحق تحت هذه القبه تمسكـن بحلمكن في وطن مستقر وآمن ودافعــن عن ذلك بكل ما آتاكن الله من عزيمة وإرادة وتحدى. شباب مصر المتحمس Picture1إن سعادتى لا توصف بأن أرى هذا التمثيل الكبير لكم في البرلمان أرى فيكم الأمل والمستقبل وثقتى فيكم بلا حدود وتلك الثقة هي التي تدفعنى لليقين بأنكم ستكونُون نواة حقيقية ومحترمة لحياة سياسية متجددة قائمة على الثوابت الوطنية يدفعها حماسكم للأمــام. كما أن لدى اطمئناناً وفرحة تسري بين جنبات نفسى وأنا أرى تمثيلاً مشرفاً لذوى الاحتياجات الخاصة، بل ذوى القدرات الخاصة الذين يمثلون رمزاً مصرياً خالصاً قادراً على التحدى والإرادة ويشكلون نموذجاً للتحدى ومواجهة الصعــــــاب ما أحوجنا إليه».
نواب ونائبات الشعب أوصيكم بإعلاء المصالح العليا للوطن.. تمسكوا بالدستور والقانون، كونوا انعكاساً حقيقياً لنبض الجماهير.. مارسوا العمل السياسى بتجرد ونزاهة.. اعملوا على بناء حياة سياسية سليمة.. مارسوا سلطة التشريع والرقابة بالتكامل مع باقى سلطات الدولة التنفيذية والقضائية ومؤسساتها جميعاً. أدعوكم لأن تكون قضايا التعليم والصحة والإعلام وتجديد الخطاب الدينى على رأس أولوياتكم وأن يكون محدودو الدخل والشباب والمرأة موضع إهتمامكم. الإخــــوة والأخــوات أمامنا عمل شاق يحتاج منا جميعاً شعباً ونواباً وحكومةً وقيادةً إلى التكاتف نحو هدف واحد لا ينبغى أن يغيب عن عقولنا وقلوبنا هو الدفاع عن الدولة المصرية وإنجاز مشروعها الوطنى. علينا ألا ننسى أننا نجحنا في تعطيل مخطط وإبطال مؤامرة وعلينا أن ندرك أن هناك من هو متربص ولا يريد لهذا البلد أن يكون استثناءً بين مصائر دول هذه المنطقة المضطربة وأن يعرقل مشروعنا الوطنى للتنمية والاستقرار.
وتابع: «السيدات والسادة.. شعب مصر العظيم نحن نمتلك حلماً نطبقه عملاً ويقينى بالله سبحانه وتعالى بأننا أمــة عظيمــــة وعريقـــة قادرة على إجتياز المحــن وعبور الصعاب نحو الغد المشرق فإرادة شعبنا أقوى من كل المكائد وعزم الأمة قادر على صناعة المستقبل.. إن شعب مصر يتطلع إلينا بأمل كبير وثقة غالية يتعين علينا أن نضعها في صدارة إهتماماتنا ولا يساورنـــى شــــك فــــى إننــــا معـــاً سنمضى قدمـــاً فــــى مسيرتنا نحو بناء دولة ديمقراطية مدنية حديثة قائمة على أسس الوطنية والعدالة والحرية. أرى وترون معى أن الأمل يشرق في الأفق نراه في سريان نيلينا الخالد حقولاً تزهر وتثمر وآلات تدور ومبانٍ تعلو وعمراناً يمتد وعملاً دؤوباً ونوايا خالصة على هذه الأرض الطيبة. أراه في عيون أطفالنا وسواعد شبابنا وضمير المرأة ونتاج عقول العلماء وإبداع المثقفين والفنانين وخطاب علماء الدين الأجلاء وأزهرنا الشريف وكنيستنا الأصيلة. أرى الأمل في جسارة قواتكم المسلحة وأبنائها الأبطال الذين يضربون أروع الأمثلة في التضحية والفـداء. . أرى الأمل في عيون شرطتكم الساهرة على أمن واستقرار الوطن وحماية أبنائه أرى الأمل في منصة قضائنا الشامخ الذي يــُـعلى صوت الحق ويـُـقيم العدل في أرجاء الوطن.. أرى الأمل في عيونكم أنتم نواب شعب مصر الأبى الكريم. أيهــــا المصريـــــــون هذه مصر نادتنا فلبينا وها هي تناديكم فلبوا النداء وتعالوا نبنى سوياً مجتمع العمل والأمـل.. مجتمع تجمعه المساحـــات المشتركـــــــة ولا تفــــرق أبناءه الصغائر والمصالح الضيقة. تعالوا نقيم سوياً ومعاً دولتنا.. دولة شابة قوية إن أمامنا فرصة تاريخية لبنائها.. وسنبنيها بإذن الله سبحانه وتعالى».
حفظ الله مصر وشعبها.. وصانها مستقرة وآمنة.. تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته