موجز مصر – نقدم لكم موضوع تعبير عن المولد النبوى الشريف 2015-1437 ، موعد وحكم الاحتفال بمولد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسبب الاحتفال بالمولد النبوي الشريف والدليل على جوازه، فقد اعتاد المسلمون منذ قرون على الإحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف بتلاوة السيرة العطرة لمولده عليه الصلاة والسلام وذكر الله وإطعام الطعام والحلوى حُباً في النبي صلى الله عليه وسلم وشكراً لله تعالى على نعمة بروز النبي صلى الله عليه وسلم، وللأسف ظهر في أيامنا من يحرم الإجتماع لعمل المولد بل يعتبر بدعة وفسق ولاأصل له في الدين.






لقد كثر في هذا الزمان للأسف الذين ينكرون الاحتفال بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم و يعتبرونه من الأمور التي ليست من الدين في شيء وليس لهم دليل في ذلك إلا الفهم السقيم لأحكام هذا الدين ونصوصه وأحاديثه بالإضافة إلى تحكمهم إلى هواهم و نفوسهم مع انك لا تجدهم ينكرون على الذين يحتفلون من المسلمين بالأعياد غير الإسلامية و لا تسمع لهم صوت ولا إنكار .

عندما تحين هذه الأعياد هذا إذا لم يحتفلوا هم بهذه الأعياد غير الإسلامية مع أن الاحتفال بهذه الأعياد غير الإسلامية إنما يعتبر من مظاهر الردة و ما ذلك إلا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم “من تشبه بقوم فهو منهم ” ولا شك أن الاحتفال بعيد غير المسلمين يعتبر تشبها بهم لأنك تفرح بفرحهم و تسر لسرورهم فلم يعد هناك فارق بينك و بينهم إلا الاسم فقط .

وان إنكار هؤلاء للاحتفال بعيد مولد النبي صلى الله عليه وسلم ليدل كما ذكرت على فهمهم السقيم لأحكام هذا الدين و انتصارهم لأهوائهم ونفوسهم مع أن الأدلة صريحة وواضحة ولا لبس عليها تدل على جواز الاحتفال بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم .

واني سأحدد بعض الأدلة على جواز الاحتفال بعيد المولد ثم سأذكر أقوال بعض العلماء في جواز ذلك :

1- لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحيي بشخصه ذكرى مولده في كل أسبوع مرة لا في العام مرة فقط و ذلك انه رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم يوم الاثنين وكان يعبر عن ذلك التعظيم بالصيام كما جاء في الحديث عن أبي قتادة :أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم الاثنين فقال “فيه ولدت وفيه انزل علي ” فكان صومه نوعا من إحياء ذكرى مولده و توجيها إلى منزلة هذا اليوم وحثا على الاهتمام بشأنه

2- يقول الله عز وجل في كتابه “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين “وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أمنا بعثت رحمة ولم ابعث لعانا ” ذكره السيوطي في الجامع الصغير وقال أيضا “إنما أنا رحمة مهداة ” أخرجه الحاكم .

فرسول الله صلى الله عليه وسلم هو الرحمة العظمى وقد أذن الله لنا بالفرح و السرور بمولد تلك الرحمة فقال تعالى ” قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا” يونس(58)، قال السيوطي في تفسير هذه الآية ناقلا عن ابن عباس رضي الله عنهما (فضل الله العلم ورحمته رسول الله صلى الله عليه وسلم ).

فإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو رحمة الله فلماذا لا نفرح بهذه الرحمة،، وهذا دليل قاطع في جواز الاحتفال لمن كان فهم كلام الله تعالى .

3- أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف تعبير عن الفرح و السرور برسول الله صلى الله عليه و سلم و قد انتفع به الكافر برسول الله صلى الله عليه وسلم فقد جاء انه يخفف عن أبي لهب كل يوم اثنين بسبب عتقه لثويبة جاريته لما بشرته بولادة رسول الله صلى الله عليه وسلم “أخرجه البخاري و السهيلي.

4- اخرج البخاري ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما وصل إلى المدينة ورأى اليهود يصومون يوم عاشوراء سال عن ذلك فقيل له إنهم يصومونه لان الله نجى فيه نبيهم سيدنا موسى واغرق فرعون وجنوده فهم يصومونه شكرا لله تعالى على هذه النعمة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نحن أولى بموسى منكم فصامه و أمر بصيامه “،، فصيام رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما هو فرح بنجاة سيدنا موسى عليه السلام وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد امرنا بالصيام تعبيرا عن فرحنا أيضا فكان فرحنا بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى كيف و هو أفضل من سيدنا موسى عليه السلام .

5- ولقد ورد من عدة طرق أن النبي صلى الله عليه وسلم عق عن نفسه بعد النبوة مع انه قد ورد أن جده عبد المطلب عق عنه في سابع ولادته و العقيقة لا تعاد ثانية فيحمل على ذلك على أن الذي فعله النبي صلى الله عليه وسلم إظهار للشكر على إيجاده رحمة للعالمين.

6- أن الله سبحانه وتعالى يقول ” ولتكن منكم امة يدعون الى الخير ” فالدعوة الى الاحتفال دعوة إلى الخير فهي هنا فرض كفاية وذلك لما اشتملت عليه هذا الاجتماع من تلاوة للقران وتسبيح لله وصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر شمائله وصفاته صلى الله عليه وسلم وتزداد محبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم .

7- ثم أن أمر الاحتفال بالمولد النبوي صلى الله عليه وسلم أمر قد استحسنه العلماء و المسلمون في جميع البلاد الإسلامية وجرى به العمل في بقعة من الأرض فهو مطلوب شرعا وذلك للقاعدة المأخوذة من حديث ابن مسعود الموقوف : الذي ذكره أبو نعيم عن ترجمته قال” ما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن و ما رآه المسلمون قبيحا فهو عند الله قبيح “

أقوال العلماء في مشروعية الاحتفال بالمولد الشريف :

– قال ابن تيمية رحمه الله ” فتعظيم المولد واتخاذه موسما قد يفعله بعض الناس ويكون له غيه اجر عظيم لحسن قصده وتعظيمه لرسول الله صلى الله عليه وسلم ” ذكره ابن تيمية في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم.

– قال الإمام ابن حجر الهيثمي رحمه الله ” الحاصل أن البدعة الحسنة متفق على ندبها وعمل المولد واجتماع الناس له كذلك أي بدعة حسنة”

– قال الإمام أبو شامة شيخ الإمام النووي رحمهما الله تعالى ” و من أحسن ما ابتدع في زماننا ما يفعل كل عام في اليوم الموافق ليوم مولده صلى الله عليه وسلم من الصدقات و المعروف و إظهار الزينة و السرور فان ذلك مع ما فيه من الإحسان للفقراء مشعر بمحبته صلى الله عليه وسلم و تعظيمه في قلب فاعل ذلك ” .

– قال السيوطي رحمه الله ” هو من البدع الحسنة التي يثاب عليها صاحبها لما فيه من تعظيم قدر النبي صلى الله عليه وسلم وإظهار الفرح و الاستبشار بمولده الشريف صلى الله عليه وسلم ” .

– ليس كل ما لم يفعله السلف فهو حرام علينا فعله ولو كان الأمر كذلك لحرم علينا تصنيف العلوم و اتخاذ المدارس و المستشفيات و دار اليتامى و السجون و كثير من أمور حياتنا