موجز مصر – نقدم لكم متابعينا ، أخر أخبار القضية التى اثارت تساؤولات وجدل كبير ليس على مستوي الاعلام فقد ، بل فى كل بيت مصري وكل تجمع مهما كان أعمار الحاضرين ، الجميع يتساءل عن أخر أخبار قضية “مريم ملاك” ومن المسؤول الكبير الذي قام بهذا التزوير ومن يده الكبيرة فى وزارة التربية والتعليم ، وهل فى الاساس “مريم” مظلومة فعلاً أم هذا ادعاء كاذب ؟






أريد أن أزف إليك متابعى “موجز مصر” أننا قد توصلنا إلى المسؤول الكبير والمتهم الأول فى قضية صاحبة “صفر الثانوية” مريم ملاك ، وقبل أن تنزلق في الإجابة، وتتهم «المراقب»، أو «رئيس اللجنة»، أو «نائب رئيس الكنترول»، أو أو أو.. اسمح لي أن أخبرك بأن «الفاعل» هو أنا، وأنتَ، ونحن، وهو، وهي، وهؤلاء الذين يربون أبناءهم على الغش والتزوير، واستمراء أخذ حقوق ليست لهم.

فتعالي معى ، نحلل الموقف بحيادية ، كم مرة حاولت «تغشيش» أبنائك؟.. كم مرة توددتَ إلى المراقبين، وعرضتَ عليهم «رشوة»، (مال، هدية عينية، عزومة، سيجارة سادة أو محشية)؛ لـ«ياخدوا بالهم من ننوس عين أمه»؟.. كم مرة اعتديت على مراقبٍ؛ لأنه لم يسمح لنجلك بالغش؟.. كم مرة لعنت «سنسفيل أبو المراقبين»؛ لأنهم «ماسكين اللجنة»؟ كم مرة رقصت “بلدي” ؛ لأن ابنك الضائع المستهتر «سرق» الإجابة من زميله المجتهد؟

وفى اختبار بسيط ووارد حدوثه ، ماذا تفعل لو عرض عليك أحد نجاح ابنك «الفاشل» في الثانوية العامة نجاحًا يضمن له الالتحاق بإحدى كليات القمة، مقابل حفنة من الجنيهات ، نحن لا ننتظر منك إجابة على الملأ؛ حفاظًا على صورتك أمام الناس، لكنني سأتركك لـ«ضميرك» وأنت ترى نفسك في المرآة.

الكل يعلم أنه في الماضي كان الفساد «استثناءً» وشئ الجميع يقف أمامه يقول كيف كان قادر على فعل هذا الإثم ، ثم صار – الآن – «قاعدة».. بدأ «عشوائيًا» ثم أمسى «ممنهجًا».. «الغش»- يا سيدي- صار «سيد الأخلاق»، أصبحتَ ترى صوره أينما وَلَّيتَ وجهك، أو ذهبت إلى أي مكان لقضاء شأنٍ من شئونك.

فعلى سبيل الذكر ليس “بقصد أحد بعينه” كم من أستاذ جامعي «سطا» على مجهود غيره؛ ليترقى إلى درجة وظيفية أعلى؟!.. وكم من جهة رسمية «تلاعبت» في التقارير؛ لتداري على فضائحها، وتجاوزات قياداتها؟!.. وكم من موظفٍ تورط في «تزوير» محررات رسمية؛ ليعطي مَنْ لا يستحق حق غيره؟!.. كم من نائبٍ برلماني فاز بـ«التزوير»، و«تبجح» بنجاحه أمام الجميع؟!.. كم من مواطن «زوَّر» أوراقه؛ ليسافر إلى دولة أوربية؟!.. وكم من «امرأة» زوَّرت في عمرها؛ لتبدو أصغر من سنها؟!

يجب أن يعلم الجميع أننا فى خطر ، فإن «التزوير» أصبح شعار المرحلة، ودليلا على «انحطاطنا».. انحطاطنا التعليمي، والعلمي، والفكري، والسلوكي، والأخلاقي، والسياسي، والديني.. وفي الوقت الذي كنا نلوم «نظام مبارك» على «غباء تزويره للانتخابات»، كنا نتناسى أننا – إلا مَنْ عصم ربنا – نمارس هذه الجريمة، كلٌ في مجاله، مبررين إياها بـ«العبقرية»، «الفهلوة»، و«الحداقة»، بل وصل الحال بنا إلى أن نصف الشخص البارع في التزوير بأنه «إيده تتلف في حرير»!!

ولن نخوض طويلًا في البحث عن أسباب انتشار الفساد، ولا التأصيل لهذه الظاهرة – رغم أهمية ذلك – فالأهم الآن، كيف نقضي عليه؟.. وما الإجراءات التي تتخذ للحد من هذه الظاهرة؟.. وهذا أمر نتناوله في مقال لاحق إن شاء الله.. وإلى أن يحين الحين، سيظل «صفر» الطالبة مريم، وزملائها، عارا على جبين الجميع وأولهم أنـــــا “كل قارئ” ، نوع من الاعتراف بالذنب ولو بدون قصد.