نقدم لكم موعد وتاريخ يوم عاشوراء 1437/2015 فضل صيام يوم عاشوراء 1437 من الكتاب والسنة، واجازة عاشوراء في الدول حيث يوافق العاشر من محرم 1437 من كل عام الاحتفال بيوم عاشوراء ، وهو يوم يطلق عليه يوم عاشوراء وقد حدثت فية أحداثاً تاريخية عظيمة ؛ فهو اليوم الذي رست فيه سفينة نوح على الجودي فصامه سيدنا نوح عليه السلام ، كما أنه اليوم الذي أهلك الله فيه فرعون ، ونجّا موسى عليه السلام ، ويصادف اليوم الذي قتل فيه الحسين بن علي حفيد النبي في معركة كربلاء ، لذلك يعتبره الشيعة بالوطن العربي يوم عزاء وحزن كما وقعت العديد من الأحداث التاريخية الأخرى في نفس اليوم وقد اختلف المسلمون حول صيام ذلك اليوم ، كما ان يوم عاشوراء عطلة رسمية في بعض الدول مثل إيران، باكستان، لبنان، البحرين، الهند والعراق، وكان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يصوم هذا اليوم قبل هجرته في مكة ، ولما هاجر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى المدينة ، ووجد اليهود يصومونه ، قال : [ أنا أحق بموسى منكم ].






أيام قليلة وتأتي ذكرى “عاشوراء” في 10 محرم 1437 هجرية وهي الذكرى التي رسمت طريق الحق في وجه الباطل، وطريق العدل مقابل الظلم، ولكن مع تقدم الزمن، تفقد هذه الذكرى القليل من “مغزاها” لدى فئة شبابية معينة من المسلمين الشيعة، بحيث ينتظر هؤلاء “عاشوراء” من عام الى آخر لإطلاق “موضة عاشورائية” جديدة، ولعل ابرزها هذا العام “الإحياء الفايسبوكي”، وعباءات “313″، ولقد كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حريصـًا كل الحرص أن يخالف اليهود خصوصـًا بعد أن استقرت الدعوة في عهدها المدني ، واستشكل الأمر على بعض الصحابة فقالوا يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى ، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : [ إذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع ] ، قال : فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ [رواه مسلم ].

قال ابن القيم : فمراتب صومه ثلاث : أكملها أن يُصام قبله يوم وبعده يوم ، ويلي ذلك أن يصام التاسع وعليه أكثر الأحاديث ، ويلي ذلك إفراد العاشر وحده بالصوم ، والذي ورد في فضل صيام عاشوراء أنه “يكفّر سنة ماضية” رواه مسلم ، أما ما ورد من التوسعة على العيال فيه والاكتحال فيه فهذه كلها أحاديث ضعيفة و بعضها مكذوب .

اول ايام عاشوراء لوضع الشعارات والصور العاشورائية، وهذا أمر صحي لأهمية وسائل التواصل الاجتماعي في العالم، ولكنهم في المقابل لا يحضرون “مجلس عزاء” واحد، ولا يساهمون حتى بإطعام الفقراء او “خدمة” المجالس العاشورائية، لا ماديا ولا معنويا، ولا يشاركون بالمسيرات، ولا يتابعون المحاضرات التي تُعَرّف بالحسين وثورته، ولا يساهمون بنشر فكر عاشوراء وقيمها وأهدافها، معتبرا ان هذا الامر يُظهر مدى قلة وعي هؤلاء لحقيقة هذه المناسبة العظيمة.

وقد استنكر آية الله الشيخ عيسى قاسم، قيام السلطات البحرينية بازالة الشعارات والإعلام الحسينية التي هي من معتقدات الناس وشحن الاجواء بالتوتر المذهبي، انتقد الشيخ عيسى قاسم في كلمة قبل قدوم موسم عاشوراء، السلطة البحرينية بمعادات الناس واستفزازهم وشحن التوترات، كما وجه خطابه لعامة الناس قائلاً: ان عاشوراء ليست للحروب الطائفية ولا التوترات المذهبية بل ضد التكفير والفرقة، وان عاشوراء ليست للشيعة وحدهم إنما لكل المسلمين.

يوم عاشوراء 1437 -2015 ودعوة للتكافل الاجتماعي

ستقبل كل عام موسم الحزن والرثاء في ذكرى استشهاد الامام الحسين، عليه السلام 2015 فيما نشهد استمرار الازمات وتفاقمها يوماً بعد آخر، لاسيما على الصعيد الاقتصادي، حيث تتزايد الفجوة بين الفقير والغني، وترتفع اعداد العاطلين والباحثين عن فرصة عمل، لاسيما بين الخريجين من الجامعات والمعاهد، وهذا ما يترك أثره المباشر على الوضع الاجتماعي والمعيشي. فهل هذا يعني أن عاشوراء والنهضة الحسينية، بعيدة عن الواقع الذي تعيشه الشريحة المتضررة والواسعة في المجتمع؟.

صحيح أننا نستعد لإقامة الشعائر الحسينية، من نشر السواد وتهيئة المساجد والجوامع والحسينيات للمجالس الحسينية، وتنظيم المواكب الراجلة، وإعداد وجبات الطعام للمعزين والزائرين، وغيرها، والصحيح ايضاً، أن من شأن هذه الشعائر اختراق الازمات مهما كانت كبيرة ومعقدة، ومهما كان مصدرها ومنشأها، أما عن كيفية ذلك، فان سماحة الامام الشيرازي الراحل – قدس سره- يدعو في كتابه “الاستفادة من عاشوراء”، اصحاب المجالس الحسينية “لاستثمار هذه المجالس في قضاء حوائج الناس ونشر ثقافة التراحم والتوادد، بما تثيره من الكوامن العاطفية في النفس، وبما تحمل من التوجيه العقلي المؤثر في تغيير السلوك الانساني”.

بامكانه ان يقدم الكثير في مجال التكافل الاجتماعي والمشاركة في مكافحة ظاهرة الفقر والبطالة وحل الكثير من المشاكل الاقتصادية في البلاد، ويشير الى حقيقة انسانية في هذا المضمار، وهي الرغبة الجامحة والكامنة في نفس كل انسان للتراحم بأن يكون صاحب اليد البيضاء أمام الآخرين، ويكون أول من يساعد ويخدم ويقدم.