تفجيرات طرطوس وجلبة بسوريا .. 120 قتيلا في سلسلة تفجيرات غير مسبوقة في جبلة وطرطوس
مايو 23, 2016
عرب
موجز مصر – في المرة الأولي التي تختبر فيها طرطوس معنى الحرب ، قتل 120 شخصا على الاقل في تفجيرات متزامنة وغير مسبوقة تبناها تنظيم الدولة الاسلامية واستهدفت مدينتين ساحليتين من اهم معاقل النظام في سوريا، بقيتا لفترة طويلة بمنأى عن النزاع الدائر في البلاد.
وجدير بالذكر أن صباح اليوم قد ضربت سبعة تفجيرات متزامنة، هي الأعنف في هذه المنطقة الساحلية منذ الثمانينات، مدينة جبلة في جنوب اللاذقية ومدينة طرطوس، مركز محافظة طرطوس.
ومن جانبه ، فقد قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان “ثلاثة تفجيرات في طرطوس اسفرت عن مقتل 48 شخصا و73 آخرين في اربعة تفجيرات استهدفت جبلة”، فضلا عن اصابة العشرات بجروح.
وقد وقعت التفجيرات في مدينة طرطوس بالتزامن عند الساعة التاسعة صباحا، وفق ما قال مصدر في شرطة المدينة لوكالة فرانس برس. ونقلت سانا ان انتحاريين فجرا نفسهما داخل محطة للحافلات وانفجرت سيارة مفخخة عند مدخلها.
وأوضح المرصد بدوره أن انتحاريين فجرا احزمتهما الناسفة في محطة طرطوس بعد تجمع الاشخاص في المكان اثر انفجار السيارة المفخخة.
وبعد ربع ساعة، ضربت اربعة تفجيرات مدينة جبلة التي تبعد 60 كيلومترا شمال طرطوس.
وأفاد مصدر في شرطة جبلة فرانس برس ان “تفجيرا انتحاريا استهدف قسم الاسعاف في المستشفى الوطني، ووقعت التفجيرات الثلاثة الاخرى بواسطة سيارات مفخخة في محطة حافلات المدينة وامام مؤسسة الكهرباء واما مستشفى الاسعد” عند مدخل المدينة.
واختلفت رواية المرصد السوري عن الاعتداءات في جبلة، اذ افاد عن ثلاث تفجيرات انتحارية داخل موقف الحافلات وعند مديرية الكهرباء وقرب مدخل الاسعاف في المستشفى، اما التفجير الرابع فوقع بعربة مفخخة بالقرب من الموقف.
وبث تلفزيون الاخبارية السوري النظامي صورا لمكان التفجير في موقف للحافلات في جبلة. واظهرت الصور عددا من الحافلات المحترقة والمحطمة، فيما تناثرت على الارض الاطارات وركام السيارات الى جانب برك من الدم والاشلاء.
وقال محسن زيّود، طالب جامعي (22 عاما)، وكان في زيارة لذويه في جبلة، “كان صوتا مدوّيا واهتزّت جدران المنزل بشكل كامل”.
واضاف “نزلت إلى الشارع لأرى ماذا يحدث وسمعت بعدها تفجيرات متتالية، وهرعت الناس إلى منازلها خائفة وأغلقت المدينة بشكل كامل”.
تبنى تنظيم الدولة الاعتداءات. واوردت وكالة “اعماق” الاخبارية التابعة له ان “هجمات لمقاتلين من الدولة تضرب تجمعات للعلوية في مدينتي طرطوس وجبلة على الساحل السوري”.
وبقيت محافظتا اللاذقية وطرطوس الساحليتان، وذات الغالبية العلوية، بمنأى عن النزاع الدامي الذي تشهده البلاد منذ منتصف مارس 2011، وتسبب بمقتل اكثر من 270 الف شخص.
ولا تواجد معلن لتنظيم الدولة في المحافظتين، واذا صح تبنيه للتفجيرات، فانها تكون بمثابة رسالة بان التنظيم المتطرف لا يزال ناشطا وبقوة وبرغم الهزائم التي مني بها في محافظات اخرى.
ووصف عبد الرحمن التفجيرات بـ”غير المسبوقة” في كل من جبلة وطرطوس “حتى ان المدينتين لم تشهدا انفجارات بهذا الشكل منذ الثمانينات”.
وفي طرطوس، قال علاء مرعي وهو رسام في الثلاثينات من العمر “تركتُ دمشق منذ أكثر من عام بعدما كثرت فيها قذائف الهاون، هربتُ من الموت لأجد أني ذهبتُ إليه بأقدامي”.
واضاف في حديث عبر الهاتف مع فرانس برس “كنتُ نائما واستيقظتُ مرعوبا، ظننتُ للحظات أني في دمشق”، وروى مشاهداته من نافذة غرفته “الناس كانت تركض في الشوارع، والمحلات أغلقت بشكل كامل، ودخلت المدينة في حالة شلل تام”.