موجز مصر – ننشر لكم جوجل يحتفل بميلاد نجيب الريحاني الـ 127، تعرف على نجيب إلياس ريحانة وماهي أسرار مذكراته – كما علمتم يحتفل عملاق البحث العالمي جوجل بميلاد أحد النجوم في مصر وهو نجيب الريحاني الذي اشتهر بـ كشكش بيه ، وقام جوجل بتغيير شعاره الرسمي بوضع صورة لنجيب الريحاني الذي يحتفل بميلاده المئة والسابع والعشرون ، نجيب الريحاني هو فنان مصري راحل، اسمه الحقيقي “نجيب إلياس ريحانة”، ولد يوم 21 يناير لعام 1889م في حي باب الشعرية بالقاهرة لأب من أصل عراقي يعمل بتجارة الخيل، درس في مدارس الفرير الابتدائية لكنه اكتفى بشهادة البكالوريا عقب تدهور تجارة والده، ثم التحق بوظيفة كاتب حسابات بشركة السكر في نجع حمادي إلا أنها لم تشبع رغبته فاستقال منها وعاد إلى القاهرة.






تزوج الفنان “نجيب الريحاني” في بداية حياته من الراقصة السورية “بديعة مصابني” التي كانت تملك كازينو بديعة بميدان الأوبرا، وأنجب منها ابنة واحدة ثم انفصلا ليتزوج بعد ذلك من الألمانية” لوسي دي فرناي” عام 1919م التي أنجب منها ابنته الثانية “جينا”.جاءت البداية الفنية لمشواره “الريحاني” بعد أن عرض عليه أحد أصدقائه “محمد سعيد” تكوين فرقة مسرحية لتقديم الإسكتشات الخفيفة لجماهير الملاهي الليلية، ثم تعرف بعد ذلك على “بديع خيري” الذي كتب له العديد من المسرحيات وأصبح شريكاً له في حياته الفنية.

تألق “نجيب الريحاني” في العمل المسرحي وعُرف بشخصية كشكش بيه التي جذبت إليه الأنظار فنقلها إلى السينما، ولكن لم تنجح تجاربه السينمائية بنفس القدر الذي نجحت به مسرحياته حيث حصل على لقب “زعيم المسرح الفكاهى”. اعتزل “الريحاني” المسرح عام 1946م بعد أن قدم مع توأمه في الفن “بديع خيري” حوالي  33 مسرحية من أبرزها “الجنيه المصري” و”الدنيا لما تضحك” و”الستات ما يعرفوش يكدبوا” و”إلا خمسة” و”حسن ومرقص وكوهين” و”تعاليلى يا بطة” و”كشكش بك في باريس” و”وصية كشكش بك” و”مجلس الأنس” و”عشان سواد عينيها” و”المحفظة يا مدام” و”ياما كان في نفسي”.كما شارك في بطولة العديد من الأدوار السينمائية من أبرزها “صاحب السعادة كشكش بيه” و”حوادث كشكش بيه” و”ياقوت أفندي” و”بسلامته عايز يتجوز” و”سلامة في خير” و”أبو حلموس” و”لعبة الست” و”سي عمر” و”أحمر شفايف” و”غزل البنات”.

نظرا لطول مذكرات نجيب الريحاني ، وكثرة ما تتضمنه من احداث ووقائع اردنا تحقيقها ، ولظروف خارجة عن الارادة تتعلق بظروف المساحة والنشر ، نلخص ما تبقي من المذكرات في تلك الحلقة لتكون الاخيرة في رحلتنا مع الريحاني ، ونبدأ من حيث انتهينا في الحلقة السابقة عندما انتج الريحاني لسيد درويش وعزيز عيد اوبريت ” العشرة الطيبة ” المأخوذة عن مسرحية فرنسية بعنوان ” اللحية الزرقاء ” اسند تمصيرها لمحمد تيمور وكانت تعد أكبر أوبرا كوميك في مصر، إلا أن خصوم الريحاني استغلوا الاوبريت للتأكيد علي أنه دسيسة انجليزية لأن العرض يركز علي مساوئ الأتراك في عيون المصريين. وكان المسرح يشهد كل ليلة من يطالب بسقوط الريحاني عميل الإنجليز وربيب نعمتهم ولكن الأغلبية كانت تؤكد علي وطنيته وقد كتب مرقص حنا وكيل اللجنة المركزية للوفد بعد أن شاهد الرواية مقالاً يشيد فيه بالريحاني وبعمله الوطني ، وفي قمة هذا النجاح انهالت الكوارث علي رأس الريحاني الذي اشتري كماً هائلاً من العملات الأجنبية فهبطت أسعارها جميعاً مما أصابه بتدهور مالي وانهيار معنوي فأهمل عمله وعمت الفوضي في ثنايا المسرح ثم اختلف مع عزيز عيد وسيد درويش بسبب الوشايات فقرر أن يترك لهما الجمل بما حمل ، أما المصيبة الأكبر فكانت انهيار علاقته بصديقته لوسي التي اعتبرها وش السعد عليه ، وللخروج من هذه الكوارث قرر أن يقوم برحلة إلي لبنان وسوريا وما إن وصل إلي بيروت حتي وجد نفسه أمام مصيبة أكبر بعد أن اكتشف أن أمين عطا الله – وكان ممثلاً بفرقته قبل سنوات- استطاع أن ينسخ كل رواياته وأن يغتصب اسم كشكش بيه وأن يكون فرقة من مواطنيه في سوريا ويقدم بها هذه الروايات ولذلك رأي الناس أنه مجرد مقلد لكشكش بيه الأصلي الذي هو أمين عطا الله ولم تنجح الرحلة فنياً أو مادياً وزادت هموم الريحاني. ومع ذلك لم تخل رحلة الشام من فوائد حيث اتفق الريحاني مع الراقصة بديعة مصابني علي أن تنضم لفرقته بمرتب 40 جنيهاً في الشهر. وعاد من الشام لتتواصل رحلته مع الكوارث حيث رحلت والدته عن الدنيا كما اختفي شقيقه الأصغر. وفي عام 1923 عاد يوسف وهبي من إيطاليا واتفق مع عزيز عيد علي تكوين فرقة جديدة في شارع عماد الدين فقرر الريحاني الاستعداد للمنافسين الجدد. وكتب بديع خيري أول رواية من تأليفه وهي (الليالي الملاح) بعد أن كان يكتب الأزجال ويشارك الريحاني في التأليف. وقد أعجب الجمهور ببديعة مصابني وتوالت المسرحيات ” الشاطر حسن – أيام السفر ” لتصبح بديعة كما أراد لها الريحاني ” عروس المسارح ” . ورغم كل هذا النجاح في عالم الكوميديا إلا أن الريحاني لم ينس أبداً عشقه للتراجيديا وقد استغل الحادثة الشهيرة (ريا وسكينة) والتي وقعت في عام 1921 في تقديم مسرحية تراجيدية وشاركته البطولة بديعة مصابني وقام هو بدور (مرزوق). وبعد هذه المسرحية التي أرضت رغباته الشخصية عاد مرة أخري إلي الكوميديا من خلال عدة مسرحيات مثل (البرنسيس- الفلوس – لو كنت ملك – مجلس الأنس)..

في يوم 7 يونيو عام 1949م توفي الفنان المصري “نجيب الريحاني” بعد أن قدم أخر أدواره في فيلم “غزل البنات” إثر إصابته بمرض التيفود الذي كان سبباً في وفاته، وكشف الناقد المسرحي “احمد سخسوخ” عن أن وفاة الريحاني كانت بسبب اهمال الممرضة التي أعطته جرعة زيادة من عقار الاكرومايسين.