طالعنا محرك البحث جوجل اليوم بتغير شعارة الى احدى لوحات الفنانة تحية حليم ،إعرف مين بتكون تحية حليم النجمة الساطعة في سماء google eg حيث كانت الفنانة المصرية تحية حليم تعشق القطط، وتجد فيها دفئا وحنانا ربما لم تجده بين الناس، فأحيانا يعتقد بعض الناس الذين يتميزون بالحساسية وطيبة القلب أن صداقة الحيوانات أفضل من صداقة البشر، ذلك لأن الحيوانات من أصحاب المبادئ التي لا تتغير.






تحية حليم: الواقعية الأسطورية ..عاشقة النوبة والقطط شعار google  اليوم

تحية محمد حليم فنانة تشكيلية مصرية شهيرة تخصصت في فن التصوير، الواقعية واشتهرت باسم عاشقة النوبة والقطط ، فقد تخرجت في أكاديمية جوليان بباريس 1951، انتدبت للتدريس بالكلية الفنية للبنات بالزمالك 1959، ثم حصلت على منحة تفرغ من الدولة 1960-1988، عينت عضوا بالمجلس الأعلى للفنون 1980-1981، وعضوا بمجلس الإدارة لأتيليه القاهرة للفنانين والأدباء لمدة خمس سنوات، لها أسلوب مصري صميم مستوحى من الفن المصري القديم والقبطي والإسلامي.

أقامت 45 معرضاً بالداخل والخارج ونفذت 84 لوحة بفنادق الوجه القبلي والقاهرة، دعيت لعمل معرض بألمانيا الشرقية من الحكومة الألمانية 1972، ومعرضا ببولندا بدعوة من حكومتها في نفس العام، وأقامت معرضا بالولايات المتحدة 1980.

وجدت الفنانة تحية حليم في صداقة القطط تعويضا كاملا عن صداقات وعلاقات إنسانية تركت في حياتها صدمات قاسية، وكان حبها للقطط ليس سرا يعرفه أصدقاؤها ومحبوها فقط، بل كان حبها للقطط له صدى عالمي، وهي القصة التي يرويها د. صبحي الشاروني في كتابه “تحية حليم” فيقول:

“عندما عادت تحية حليم من لندن بعد رحلة علاج طويلة لعينيها اللتين أصيبتا بمرض الروماتويد، أقامت معرضا في قاعة أتيليه القاهرة وتحمس الناقد جبريل بقطر بأعمالها فقام بدعوة أصدقائه ومعارفه لمشاهدة المعرض ، وكان من بينهم سفير السويد أدولف كرونبرج وزوجته، وشدهما سحر لوحات تحية حليم وسحر شخصياتها، فنشأت علاقة وطيدة بينهما.

طلب السفير وزوجته من تحية الاستعداد لإقامة معرض لأعمالها في استكهولم يستمر ثلاثة شهور، مع دعوة للإقامة بمسكنهما في السويد طيلة مدة المعرض، وكان السفير أدولف هو ابن عم ملك السويد في ذلك الوقت، فسافرت “تحية” معهما بعد انتهاء مدة عمل السفير في القاهرة عام 1966 ، وعرضت اعمالها في متحف الفن الحديث باستكهولم.

كانت معظم اللوحات تصور النوبة قبل التهجير بسبب بناء السد العالي وإغراق بحيرة ناصر أرض النوبة القديمة، ونجح المعرض إلى أبعد الحدود، فكان الإقبال الشديد على مشاهدة لوحاتها وطلب اقتنائها مؤشرا على موقعها في سياق الفن العالمي.

تحية حليم فنانة الوقائع

رسوم تحية حليم لا تزال تروي حكايات عن زمن الفلاحين الذي هو من وجهة نظر الفنانة يقيم في المستقبل، لم يكن من الصعب عليها أن تكون امرأة أخرى، ولم يكن انتقالها من ضفة اجتماعية إلى ضفة اجتماعية أخرى قد تطلب منها الكثير من الجهد، فالرسامة المصرية تحية حليم لم تكن في حقيقتها ابنة البيئة التي عاشت فيها طفولتها وجزءا من شبابها وهي بيئة يغلب عليها الطابع الأرستقراطي. لذلك فإن انحيازها لما صارت تفكر فيه بسبب ارتباطها بمعلمها ومن ثمة زوجها الرسام حامد عبدالله لم يشكل تحديا لطبقتها، وهو ما جعل الطريق أمامها ميسّرة لكي تقبض على موضوعاتها الشعبية، من غير عقد مسبقة أو سوء فهم، كان في إمكانه أن يجعل منها الغريبة التي تسعى إلى تفسير أسباب وجودها في المكان الخطأ.

ولدت تحية محمد أحمد حليم في مدينة دنقلة بالسودان عام 1919، هناك حيث كان والدها يؤدي واجبه باعتباره واحدا من ضباط الجيش المصري الذي كان يرابط في السودان، وحين انتقل ذلك الضابط إلى العمل في القصر الملكي كان من الطبيعي أن تتلقى تحية تعليمها طبقا لتقاليد الأسر العريقة، وهي تقاليد كانت تقوم على أن يتلقى الأطفال دروسا في الموسيقى واللغة الفرنسية داخل منازلهم وهو ما جرى لتحية إضافة إلى أنها تلقت دروسا في الرسم على يد راهبة فرنسية، وهي الدروس التي اكتشفت من خلالها شغفها بالرسم الذي أوصلها إلى حامد عبدالله الذي بدأ في تعليمها عام 1943 ليعلنا بعد ذلك زواجهما الذي أخذهما معا إلى باريس ليدرسا في أكاديمية جوليان بين عامي 1949 و 1951.

عاشقة النوبة

تحية حليم تصل بكائناتها إلى أقصى تجلياتها في البوح بأسرار ذلك الجزء الذي اختفى تحت الماء النوبة وهي عاشقتها، على مدى أكثر من ستين سنة من الرسم كانت تحية حليم تصل بكائناتها إلى أقصى تجلياتها في البوح بأسرار ذلك الجزء الذي اختفى تحت الماء النوبة وهي عاشقتها.

لا يزال في إمكان رسوم تحية حليم أن تروي حكايات عن زمن الفلاحين الذي هو من وجهة نظر الفنانة يقيم في المستقبل. وهي فكرة تهب من خلالها الفنانة رسومها القدرة على أن تكون موجودة كما لو أنها كانت مرآة ساحر، وهبته الطبيعة نبوءة أحوالها.

كانت كل لوحات حليم في المعارض قد بيعت ونشرت بالصحف خبر سفرها المفاجيء لحزنها وصدمتها بسبب وفاة قطها المحبوب، وخلق هذا التصرف المتسم بالرقة والحنان المبالغ فيه، تعاطفا فنيا وشعبيا مع الفنانة وأعمالها، وأصبحت تحية حليم فنانة مرموقة يتابع الجمهور أخبارها التي يتم نشرها مع صورة لوحتها “الإنسان” التي يقتنيها المتحف الوطني في السويد، ولوحة “فرحة النوبة” بالرئيس جمال عبد الناصر التي تعرضها هيئة التصنيع بالسويد أيضا”.

كانت تحية حليم الإنسانة – التي تمر ذكرى ميلادها في سبتمبر الحالي – مثل أعلى للإخلاص والاستقامة وقوة الإرادة، كما يروي الناقد الراحل رجاء النقاش في كتابه “ثلاث نساء من مصر”، فقد تعرضت لمصاعب تغلبت عليها بقوة إرادتها وأصالة موهبتها وصفاء قلبها، وعندما نقرأ طريقتها في التعامل مع الصعوبات العسيرة التي واجهتها نجد أمامنا تجربة فريدة نتعلم منها الكثير.

كانت أكبر تجربة قاسية واجهتها تحية هي زواجها من زميلها الفنان الكبير حامد عبد الله، فقد أحبته من كل قلبها، وكانت ارستقراطية وابنة لأسرة ثرية، وكان هو فقيرا وابنا لمزارع من بيئة شعبية، فكسرت الحواجز الاجتماعية والاقتصادية، وتجاوبت مع ما أبداه لها حامد من عواطف وتزوجته عام 1945 .

ويفسر الناقد صبحي الشاروني هذا الزواج قائلا “كان التعاون بين تحية وحامد عبد الله مقدمة مناسبة للارتباط بالزواج، فبعد عامين من التعارف بينهما كان الحب قد نما في قلبيهما، تسانده المصالح المتبادلة، فهو بحاجة إلى التعرف إلى أبناء طبقتها الارستقراطية الذين يقبلون على اقتناء لوحاته، وهي في حاجة إلى من يخرجها من المجتمع الارستقراطي المرفه لتغوص في أعماق الحياة الشعبية والريفية، وتتعرف إلى حقيقة مصر من الداخل بعد أن كانت تشاهدها من سطح مجتمعها الارستقراطي المغلق”..!

هكذا تزوجت تحية من ابن البيئة الشعبية المتواضعة، لكن هذا الزواج تعرض لأزمة عنيفة مرتين، في المرة الأولى استطاع الحبيبين أن يتغلبا عليها، وفي المرة الثانية صممت تحية على الطلاق والفراق وعاشت وحدها الباقي من عمرها.

كان زواج تحية وحامد حديث المجتمع لما كان بينهما من فوارق طبقية كبيرة، وقد غادرا القاهرة بعد الزواج إلى الإسكندرية للرسم طول الوقت مسجلين معالمها، حتى أقاما معرضهما المشترك في العام الأول للزواج، وفي إحدى رحلات الرسم عام 1946 أمام صخور الشاطئ طلب منها زوجها أن يجلس مكانها ويصلح ما رسمته، فانتفضت واحتضنت لوحتها رافضة أي تدخل في عملها لأن اللوحة تعبر عن شخصيتها، وصرخت في زوجها ” لا تمد يدك ” واستفحل الخلاف بينهما وعادت تحية إلى والدها وطلبت الطلاق بعد زواج لم يستمر أكثر من عام.

كان هذا هو الطلاق الأول، وبعدها وخلال عام كامل بعد الطلاق اكتشفت تحية أنها لم تبلغ مرتبة كبار الفنانين، وتضخم إحساسها بالوحدة خاصة بعد وفاة والدها، فتضاعف إحساسها بحاجتها إلى رجل يحميها، فاستجابت لإلحاح أمها التي كان “حامد” يتردد عليها باستمرار طالبا رد “تحية”.

عادت تحية إلى زوجها وكان حلمها في هذه الفترة هو الدراسة الأكاديمية الدقيقة في باريس، وسافرت مع زوجها إلى باريس 1949 وهناك التحقت بأكاديمية “جوليان” وعاشت ثلاث سنوات قاسية، كانت والدتها ترسل إليهما 25 جنيها شهريا، لا تكفي السكن والطعام والدراسة، وقد استثمرت تحية السنوات الثلاث التي قضتها مع حامد في باريس، فلم تترك ساعة واحدة دون أن تضيف إلى خبراتها الفنية شيئا جديدا.

ثم أجبرها مرض والدتها على العودة من باريس سنة 1951، ولحق بها زوجها بعد بضعة أشهر، فاستأجرا مسكنا في شارع “مريت باشا” بوسط البلد، واتخذاه مدرسة لتعليم الفنانين الشباب من المصريين والأجانب، وقد انتقلت والدتها المريضة لتعيش معهما، حيث سهرت تحية على رعايتها عام ونصف حتى رحلت في 1953 .

ثم جاءت الأزمة الثانية، ففي عام 1956 قرر حامد السفر على الدنمارك لإقامة معرض لأعماله هناك، وطالت غيبته لعام كامل، وعندما اختار مدير مكتب شركة الطيران الإسكندنافية لوحة “المظاهرة” من مرسم تحية معلنا أنه لا يملك ثمن اللوحة نقدا، لكنه يستطيع تقديم الثمن في شكل تذكرة طيران مفتوحة لأية جهة في أوروبا، عندئذ طلبت أن تكون محطتها الأولى كوبنهاجن عاصمة الدنمارك لتحقق مفاجأة اللحاق بزوجها هناك، وعندما وصلت إلى مسكنه فوجئت بزوجته الدنماركية..!

لم يستمر لقاؤها مع حامد سوى بضع ساعات، طارا بعدها إلى ألمانيا وروما، ووضعت تحية مشكلتها أمام د. ثروت عكاشة الذي كان مستشارا عسكريا بالسفارة في روما، وتم توثيق الطلاق، وعاشت تحية بعدها راهبة في محراب الفن.

ورغم تقدم عدد من الشخصيات المعروفة بطلب الزواج منها، إلا أنها ظلت مخلصة لذكرياتها في حبها لحامد عبد الله رغم ما حدث ، وأعلنت زواجها من الفن وحده، وعزمت أن تشق طريقها بمفردها..!

كان أول ما رسمته فرشة تحية حليم هو البحر الممتد إلى ما لانهاية بزرقته الداكنة وأمواجه المتدفقة، فرسمت لوحة لصخور عالية وسط أمواج البحر التي تهدر وتصخب حولها وفوقها، وكانت هذه أول وآخر لوحة رسمتها تحية عن البحر لتتحول إلى رسم النيل عندما عادت إلى القاهرة ، ليزداد عشقها لهذا النهر الخالد الذي وهب لمصر الديمومة والخلود.

سافرت إلى الجنوب حيث النوبة بكل أسرارها وغموضها ، فوقع العشق عندما كانت في الأقصر مع بعض صديقاتها تزور الآثار الفرعونية القديمة ، وبعد مشاهدتها لتمثالي ممنون وسط مزارع الأقصر خرجت في اتجاه النيل وكأنما عثرت على ضالتها ، صممت على أن تكتشف النوبة التي لم تكن قد قرأت شيئاً عنها من قبل .